"في استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تلعب تونس دوراً صغيراً ولكنه حيوي - يطلق عليه "زنبق الماء الأبيض" - وهو نوع من الملاذ في منطقة مضطربة، تماما مثل الأردن، مركز اتصالات وربما نقطة انطلاق لعمليات القوات الخاصة الأمريكية في شمال أفريقيا والصحراء".
هذا ما جاء على لسان المحاضر والباحث الأمريكي في الشؤون الدولية، روب برنس، (المختص في الشأن التونسي والجزائري والذي طالما نشرت أبحاثه الورقية في Foreign Policy In Focus، التابع للمعهد الأمريكي للدراسات)، وذلك أثناء محاولة تفسيره سابقا للنقطة العاشرة في اقتراح مجلس الشيوخ الأمريكي حول سبل دعم كيان يهود، بعد مقترح لجعل تونس جزءاً من فريق المفاوضا
وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 15 نيسان/أبريل 2024 دعوة لرئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني لزيارته، وجاءت هذه الدعوة في ظروف صعبة تمر بها المنطقة وتشغل واشنطن، أبرزها الحرب في غزة والتوتر بين إيران وحلفائها من جهة وكيان يهود من جهة أخرى، وقد "وصف مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون موارد الطاقة جيفري بيات زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لواشنطن بالناجحة" (الحرة واشنطن).
عقد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن اجتماعا مع نظيره التركي حقان فيدان يوم 17/4/2024 في الدوحة، وذكر عقب الاجتماع في مؤتمر صحفي مشترك أن "اللقاء يأتي في ظروف حساسة تشهدها المنطقة عقب التصعيد الأخير الذي مرت به"، في إشارة للرد الإيراني على كيان يهود. وقال إنه "توافق مع نظيره التركي على ضرورة احتكام الأطراف إلى خفض التصعيد والحوار وحل القضايا بالمنطق وليس بالسلاح"
لقد أفرزت المرحلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1990 واقعا جديدا، أصبحت فيه أمريكا تهيمن على الموقف الدولي بلا منافس حقيقي فاعل، وما زال هذا الواقع حتى يومنا هذا، مع بعض التغيرات البسيطة التي اعترته، وللمحافظة على هذه المكانة العالمية العالية والمتقدمة أمام الدول الكبرى عملت أمريكا في اتجاهات وأصعدة عدة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية، منها:
أولا: عملت على ترسيخ هيمنة عملتها الورقية على كل المعمورة،
نشرت الجزيرة نت بتاريخ 20/4/2024 خبرا جاء فيه: ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن الحرب الضروس التي اشتعلت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أجبرت ما يقارب 600 ألف سوداني على الفرار إلى تشاد خلال العام الماضي. وأوضح تقرير لوموند أن اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في ربيع عام 2023 قد فرّوا بالأساس من القتال ومن المجازر والانتهاكات وجرائم الاغتصاب المرتكبة في دارفور.
إن عداء أمريكا لكل من روسيا والصين جعلهما يتقاربان إلى حد كبير حتى كادا أن يصبحا حليفين ويسويا كافة مشاكلهما، وتحاولان قيادة منظمتي شنغهاي وبريكس لحسابهما في مجابهة الغرب. فتعملان على توثيق علاقاتهما وتكثيف تبادل الزيارات على مستوى الرؤساء والوزراء للتنسيق بينهما. فأثناء زيارة الرئيس الصيني شي لروسيا يوم 21/3/2023 عبّر عن توافقه مع نظرة رئيسها بوتين قائلا "لأننا أكبر قوتين كبريين جارتين، ونحن شريكان استراتيجيان على كل المستويات". وكرر مثل ذلك يوم 20/12/2023 عند لقائه رئيس وزراء روسيا ميشوستين قائلا "الحفاظ على العلاقات بين الصين وروسيا خيار استراتيجي اتخذه الجانبان يقوم على المصالح الأساسية لشعبينا.. يتعين تضخيم الآثار الإيجابي
قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية: "إنّ ثلاثة انفجارات سُمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في مقاطعة أصفهان يوم الجمعة 19/04/2024"، وأعلن التلفزيون الإيراني أنّ منظومات الدفاع الجوي تصدّت لمُسيّرات انتحارية صغيرة في أجواء محافظة أصفهان الواقعة في قلب البلاد، وفي مدينة تبريز في شمالها.
وجاءت هذه الضربة العسكرية الخفيفة من كيان يهود رداً على قيام إيران بالهجوم على الكيان قبل أسبوع بأكثر من ثلاثمائة وثلاثين مُسيّرة وصاروخاً لم يصل منها إلى داخل الأراضي المُحتلة إلا سبعة!
أدلى الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال باتريك رايدر بتصريحات حول علاقة أمريكا بكيان يهود وبإيران والمنطقة نشرتها سكاي نيوز يوم 18/4/2024 ورد فيها أن "أمريكا لن تتردد في الدفاع عن (إسرائيل) وعن قواتها المتمركزة في المنطقة، ولكنها لا تريد رؤية أي تصعيد أو حرب إقليمية في المنطقة ولا تريد الدخول في نزاع مع إيران، وتحرص على استقرار الأمن للحفاظ على مصالحها في المنطقة، وأنها ستستمر في دعمها لـ(إسرائيل) للدفاع عن نفسها وللحفاظ على أمنها".
ذكر موقع الجزيرة نت بتاريخ 20/04/2024م بأن مجلس النواب الأمريكي صوت السبت، لصالح خطة مساعدات عسكرية واسعة "لإسرائيل" وأوكرانيا وتايوان بقيمة 95 مليار دولار، في خطوة حظيت بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وفي ردة فعله على إقرار الخطة كتب نتنياهو على منصة إكس أن "الكونغرس الأمريكي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لإسرائيل، ويدافع عن الحضارة الغربية. شكرا لأصدقائنا، شكرا لأمريكا".
قال الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي، إن الهجوم الإيراني على الاحتلال (الإسرائيلي)، كشف للمرة الأولى عن "قتال جيش عربي إلى جانب (إسرائيل)". وأوضح هيرست في مقال بميدل إيست آي، أن "الشيء الأكثر غباء الذي فعلته مصادر أمنية (إسرائيلية) يوم الأحد، هو التبجح علناً بشأن التعاون الذي حصلت عليه من سلاح الجو الأردني الذي ساعدها على إسقاط الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز".
وبحسب القناة 12 اليهودية فقد شاركت قوات جوية أمريكية وبريطانية في إسقاط الأهداف الإيرانية، ودار حديث أيضاً عن مشاركة فرنسية بسيطة من خلال تسيير دوريات في المنطقة
أعلنت حركة حماس، في بيان مساء السبت، أنها سلمت الوسطاء المصريين والقطريين ردها على اقتراح هدنة مع كيان يهود في قطاع غزة. وشددت الحركة على "التمسك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات، والبدء بالإعمار". وهو ما عده كيان يهود بمثابة رفض للهدنة، وهكذا بعد ست جولات من المفاوضات الماراثونية بدأت في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، لم ينجح الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة في الوصول إلى اتفاق بين حركة حماس وكيان يهود، وسط تمسك كلا الطرفين بمطالبهما، ورفضهما تقديم تنازلات.
رغم أن كيان يهود الذي زرعه الغرب المستعمر وأمده بكل أنواع ومقومات الحياة من سلاح ومال، ليحافظ على تفوقه النوعي على محيطه من الشعوب الإسلامية، وبتواطؤ حكامهم في المحافظة على هذا الكيان ومده بأسباب البقاء لأن في بقائه أحد شروط بقائهم في الحكم، رغم كل ذلك، بات هذا الكيان يشعر بتهديد حقيقي على وجوده للمرة الأولى منذ نشأته، حيث يواجه أبطالا مجاهدين باعوا حياتهم رخيصة في سبيل الله وحاضنة من النساء والأطفال والرجال، صابرين محتسبين ما أصابهم عند الله، وطالت الحرب على غزة ولم يحقق هذا الكيان المسخ أيا من أهدافه سواء تحرير الأسرى أو تهجير أهل غزة أو القضاء على المجاهدين.
وكان لا بد أن يلجأ هذا الكيان إلى أصدقائه من حكام العرب وخصوصا الأقرب فالأقرب، ويذكرهم بتعهداتهم وأدوارهم الوظيفية ووجوب استحقاقات حماية أنظمتهم وعلى رأسها النظام الأردني، الذي يرتبط معه بمعاهدة الذل والخيانة في وادي عربة عام 1994، التي توجت سلسلة من لقاءات الملك حسين السرية مع زعماء كيان يهود، التي أكد من خلالها أن الملك التزم بمنع أي استخدام
أعلنت تركيا أردوغان يوم 9/4/2024 وقف تصدير نحو 54 مادة من المواد التي تصدرها بأسعار رخيصة إلى كيان يهود بقيمة 7 مليارات دولار سنويا، ولو حسبت حسب مثيلتها الأوروبية أو الأمريكية لكانت أسعارها مضاعفة. وهذا إقرار من النظام التركي بأنه دعم العدو على مدى 6 أشهر بمختلف المواد ومنها وقود الطائرات وحديد التسليح والفولاذ المسطح وأسلاك الصلب والألمنيوم والأبراج الفولاذية والمواد الكيمياوية ما يحتاجه كيان يهود لصناعة الأسلحة ولشن الحرب المدمرة على غزة حيث قتل وجرح أكثر من 100 ألف من أهلها المسلمين، وبذلك تكشف تركيا أردوغان عن دعمها لصناعة كيان يهود الحربية على مدى 22 عاما من حكمه واستمرارها في تصديرها لكيان يهود أثناء عدوانه المتواصل على غزة.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني