تحت هذا العنوان قالت "مجلة الوعي العدد 471" الإسلامُ لا ينتظرُ اعترافَ النِّظامِ الجاهليِّ به، ولا يَطلبُ منه مساحةً يتنفَّسُ فيها. فهو دينُ القيادةِ والسِّيادةِ، لا يقبلُ الشَّراكةَ، بل يريدُ أن يعلوَ وحدَهُ، «الإسلامُ يَعلو ولا يُعلى»، كما قال ﷺ.
فإن كنتَ تُؤثِرُ السَّلامةَ وتَخشى على مصالحِكَ، فلا تجعلْ خوفَكَ ذريعةً لتصغيرِ الإسلامِ أو تحويلِهِ إلى دعوةٍ وديعةٍ غايتُها العيشُ بسلامٍ تحتَ مظلَّةِ العَلمانيَّةِ.
إمّا أن تكونَ على مستوى الإسلامِ في كفاحِهِ وعنفوانِهِ في مواجهةِ الباطلِ، أو دَعْهُ وشأنَهُ، وابحثْ عن حياةٍ آمنةٍ لا صراعَ فيها ولا تضحياتٍ.
مواجهةُ الباطلِ، وكشفُ زيفِهِ، وتحذيرُ الناسِ إيّاه، والدعوةُ إلى تركِهِ، ليست خياراً بل فَرضٌ عظيمٌ.
كلُّ الأنبياءِ عليهمُ السَّلامُ سلكوا هذا الطريقَ، كانوا قادةً رَبّانيينَ لا يَخشَونَ إلّا اللهَ، فذاقوا الأذى والاضطهادَ في سبيلِ الحقِّ.
الإسلامُ لا يريدُ ترقيعَ العَلمانيَّةِ بالدعوةِ إلى الأخلاقِ كما يفعلُ البعضُ، ولا يريدُ تخفيفَ قسوةِ الرأسماليَّةِ بالدعوةِ إلى الصَّدقاتِ والعملِ الخيريِّ.
إنَّه لا يريدُ للمسلمِ أن يكونَ دجاجةً وادعةً في مجتمعٍ يطغى عليه الفسقُ والظُّلمُ، بل يريدُ منه أن يكونَ صداعاً بالحقِّ، مُكافحاً للباطلِ، يأبَى الخضوعَ للنِّظامِ الجاهليِّ، ويعمل على هدمِهِ وإقامةِ حكمِ الإسلامِ مكانَهُ.






















رأيك في الموضوع