لم يعد يخفى على أحد مساعي الحكومة الصّينيّة المجرمة في تركستان الشّرقيّة لمحو هويّة شعبها المسلم فتقمع النّساء وتقهرهنّ وتمنعهنّ من لباسهنّ وصلاتهنّ وتفصل الأطفال عن أهلهم لتغسل أدمغتهم وتغذّيهم بثقافتها الملحدة وتصرفهم عن الإسلام، بالإضافة إلى تعقيم القاصرات حتّى تحدّ من إنجابهنّ جيلا جديدا معتنقا للإسلام.
أنشأت الصّين معسكرات عدّة حتّى تعتقل كلّ مسلم وتقوم بتعذيبه وإجباره على التّخلّي عن دينه والارتداد عنه. معسكرات تغسل فيها أدمغتهم وتملؤها بحضارتها الشّيوعيّة الملحدة متعمّدة التّعتيم على ممارساتها القمعيّة هذه وسياساتها الوحشيّة التي تسعى من ورائها لإبادة شعب بأكمله. ورغم ذلك فقد فاحت رائحة أعمالها الشّنيعة تلك؛ فقد أكّدت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مجدداً في تقريرها السّنويّ حول حالة حقوق الإنسان لعام 2024، الصّادر في 12 آب/أغسطس، أنّ الصّين تواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعيّة والجرائم ضدّ الإنسانيّة في تركستان الشّرقية. وحتّى تغطّي عفن سياساتها وجرائمها تعقد الصّين منتديات تسعى من ورائها إلى نفي ما يروّج عنها كمنتدى "تطوّر حقوق الإنسان في شينجيانغ"، وكانت كلّ المواضيع المطروحة محاولة لتبرير جرائمها ضدّ حقوق الإنسان في تركستان الشّرقيّة، وتجميل صورتها القبيحة أمام العالم من خلال فعاليّات وهميّة تهدف إلى التّغطية على الواقع القمعيّ وطمس الحقيقة وتبييض الانتهاكات التي ترتكبها بحقّ المسلمين الأويغور.
كما أنّه ولأعوام عدّة، تستمرّ الصّين في تنظيم معرض التّراث الثّقافيّ غير المادّيّ كجزء من سياستها لتجميل احتلالها لتركستان الشرقية وتعزيز سياسة التّأسيس القوميّ التي تمثّل أحد أركان جرائم الإبادة العرقيّة. تسعى الدّعاية الصّينيّة عبر هذا المعرض إلى التّرويج لفكرة أنّ تراث الشّعوب الأصليّة في تركستان الشّرقيّة، مثل الأويغور والكازاخ والقرغيز، هو جزء من الثّقافة الصّينيّة أو تشكّل تحت تأثيرها.
يا أمّة الإسلام: أين أنت ممّا يحدث لأبنائك في تركستان الشرقية؟! لماذا هذا الهوان وهذا الصّمت؟! أبناؤك يقاومون رغم ما يلاقونه من بطش وقهر، يحاربون بإيمان قويّ ثابت، أعزّاء رغم إذلال السّلطات الصّينيّة لهم. فماذا تنتظرين لنصرتهم؟!
يحارب هؤلاء الكفرة الظّالمون الإسلام متجسّدا في الأويغور يريدون القضاء عليه وإخراجه من صدورهم ولكنّهم ثابتون ويستنصرون إخوتهم في الدّين، فماذا أنتم فاعلون يا مسلمون؟
يا علماء المسلمين: إخوتكم في تركستان يعدمون حتّى لا يؤخذ عنهم الإسلام، فهم العلماء الذين ينشرون أحكامه ويوضّحونها. ولكنّ الصّين تسعى لإخراسهم فأين أنتم من نشر رسالتكم؟ هل تحدّثتم عن هذه الحرب التي تشنّها الصّين بصمت على المسلمين هناك فتكشفوها على المنابر وتعلموا عامّة النّاس بها؟ هل ناديتم جيوش المسلمين وحثثتموهم على الإسراع لوضع حدّ لهذه الإبادة وهذا التّطهير العرقيّ؟
أيّها المسلمون: يرانا الأعداء أمّة واحدة ويتعاملون معنا في كلّ بلاد الإسلام على أنّنا أعداء لهم، يحقّرون أبناءنا ويقتّلونهم ويسعون لإبادتنا جميعا، فمتى تتحرّكون ومتى تغلي الدّماء في عروقكم وتتيقّنون أنّها حرب وجود؟ متى تفقهون أنّ الحرب حرب بين حضارتين: حضارتنا الإسلاميّة أو حضارتهم الغربيّة؟
رأيك في الموضوع