لم تكن حادثة اغتيال المهندس المتخصص في الكيمياء النووية في الإسكندرية مجرد جريمة جنائية عارضة، ولا يمكن وضعها في خانة "الخلافات الشخصية" بسهولة كما يحاول النظام المصري والإعلام الرسمي تصويرها. فالتوقيت، وطبيعة التخصص، وطريقة التنفيذ، والبيئة السياسية المحيطة كلها تدفع إلى طرح الأسئلة الكبرى التي يتجنب النظام الإجابة عنها، بل يخشى مجرد طرحها. والأسئلة التي يطرحها الناس اليوم مشروعة، بل واجبة: هل بدأت يد يهود تمتد إلى مصر الكنانة لتصفي ما تبقى فيها من طاقات علمية؟ وهل جاء الدور على الحليف السياسي والعسكري للنظام ليقدم كوادره العلمية قرباناً حفاظاً على استمرار العلاقة في ظل التبعية؟ وهل فعلاً يجهل النظام من يقف وراء هذه الجريمة؟ أم أن غاية ما يمكنه فعله هو إدارة مسرحية تحقيق مغلقة لا تلامس الحقيقة؟
أبها المخلصون في مصر الكنانة: إن الأحداث التي تتوالى على مصر، من اغتيال العقول، وإهدار الطاقات، وفتح البلاد أمام الأعداء، تكشف أن الخلل ليس في الشعب ولا في الجند، بل في القيادة السياسية التي ربطت مصر بعلاقات التبعية، حتى أصبحت مستباحة لعدوها.
وأنتم تعلمون قبل غيركم أن الشرع حمّلكم مسؤولية عظيمة في نصرة الحق، ومنع الظلم، وحماية الأمة من أعدائها. وأنتم تعلمون أن يدَ يهود امتدت في بلاد المسلمين، قتلاً وتخريباً وإفساداً، وما كان لها ذلك لو كان للأمة دولة تقيم دين الله وتذود عن المسلمين.
وإننا نخاطبكم اليوم بدعوة مخلصة، لا نبتغي بها إلا وجه الله: أن تقوموا بواجبكم الشرعي في حماية البلاد، وكفّ يد الأعداء، ومنع التبعية للغرب، ونصرة مشروع الأمة لإقامة حكم الإسلام الذي يحفظ الدماء ويصون الكرامة ويعيد للأمة سلطانها في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.






















رأيك في الموضوع