منذ قرون طويلة، شكلت أرض فلسطين المباركة موطن صراع بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر. فمنذ أن فتحها المسلمون دافعوا عنها دفاعا مستميتا بوصفها أرضا إسلامية مرتبطة بعقيدتهم الإسلامية.

فقد شكلت فلسطين مقبرة لكل غازٍ وطامع بها، فكانت مقبرة للصليبيين في حروبهم الصليبية قبل ألف عام، ومقبرة للتتار في عين جالوت بعد أن اجتاحوا بلاد المسلمين طولا وعرضا. وفي العصر الحديث، لم يفلح الفرنسيون في حملتهم للشرق بقيادة نابليون بونابرت في احتلال فلسطين بل كانت نارا على جنده في نابلس، وتحطمت آماله على أسوار عكا. كما لاقت بريطانيا خسائر وهزائم منذ سيطرتها على فلسطين عبر ثورات عديدة، ولولا وعوداتها الكاذبة، وقلة السلاح، والضغوط العربية الرسمية على الثائرين

جريدة الراية: أبرز عناوين العدد (481)

الأربعاء، 26 رجب المحرم 1445هـ الموافق 07 شباط/فبراير 2024م

 

قال وزير خارجية بريطانيا كاميرون يوم 1/2/2024 إن بلاده "يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة دون انتظار نتيجة محادثات قد تستمر لسنوات بين (إسرائيل) والفلسطينيين بشأن حل الدولتين". وتبعه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش عندما كتب على منصة إكس يوم 1/2/2024 "يجب على المجتمع الدولي ألا يتراجع عن التزامه بحل الدولتين. حيث تعيش (إسرائيل) وفلسطين جنبا إلى جنب.." وقد أكد وزير خارجية أمريكا بلينكن لنظيره اليهودي إيلي كوهين في مكالمة تلفونية يوم 29/1/2024 "التزام أمريكا بحل الدولتين وبأمن (إسرائيل)".

"إن قرار تعليق التمويل المُقدّم للوكالة من كبار المانحين يشكل ضربة قاضية لجهودها... إن وكالة الأونروا تعتمد بشكل كلي على تبرعات المانحين... لا يمكن إلغاء وكالة الأونروا بجرة قلم، وقرار وقف الدعم المالي مؤقتاً قد يودي بحياة الملايين"، هكذا عبر المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كاظم أبو خلف، على القرارات السريعة والمتتالية لوقف التمويل للأونروا من عدد من الدول الداعمة ومنها الولايات المتحدة، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وأستراليا، وفرنسا، والنمسا، وسويسرا، وفنلندا، وكندا، ورومانيا، وهولندا، وهي بمجموعها تقدم ما يقرب من 90% من ميزانية الوكالة، وهو ما أحدث ضجة إعلامية في ظل الوضع المأساوي في قطاع غزة وحرب

(وفق تقرير نشرته صحيفة التلغراف، اتهم أبوت حاكم تكساس، الرئيس بايدن، بأنه رئيس "خارج عن القانون"، واستحضر حق الولاية في "الدفاع عن النفس"؛ على طول حدودها مع المكسيك. وقال: "إن حكومة الولايات المتحدة تنتهك واجبها الدستوري المتمثل في إنفاذ قانون الهجرة، وسط ازدياد أعداد المهاجرين عبر الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا". وقال حكام الحزب الجمهوري الـ25 في بيان مشترك: "نفعل ذلك جزئياً؛ لأن إدارة بايدن ترفض تطبيق قوانين الهجرة الموجودة بالفعل، وتسمح - بشكل غير قانوني - بالإفراج المشروط الجماعي في جميع أنحاء أمريكا عن المهاجرين الذين دخلوا بلادنا بشكل غير قانوني"...كما تعهد كثيرون بتزويد تكساس بموارد إضافية؛ حيث عرض حاكم ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم، وحاكم ولاية

 خلال هذا العقد عَرف الخطاب الرسمي للحُكْم بالمغرب تركيزا على توجيه دفة سياسته الخارجية والاستراتيجيات والخطط والمشاريع والبرامج المرتبطة بها نحو الساحة الأفريقية، وبهذه الوتيرة المتسارعة تمت تولية قبلة العلاقات الخارجية صوب أفريقيا.

كان المغرب قد انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984 بسبب عضوية جبهة البوليساريو فيها، وبات معها الشأن الأفريقي بالنسبة للحكم ثانويا هامشيا، واقتصرت العلاقات الخارجية بأفريقيا على علاقات ثنائية تؤطرها قضية الصحراء وموقف دول أفريقيا من جبهة البوليساريو. ثم كان التحول الكبير المثير خلال هذا العقد في الخريطة السياسية الخارجية للحكم الذي أصبحت معه أفريقيا

وقع الرئيس الأمريكي بايدن يوم 1/2/2024 على أمر تنفيذي غير مسبوق يستهدف فرض عقوبات ضد 4 مستوطنين يهود يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: "إن الرئيس جو بايدن وقع أمرا تنفيذيا بشأن الأفعال التي تقوض السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية"، وأشار إلى أن "الرئيس بايدن تحدث عن مخاوفه بشأن العنف في الضفة

إنّ الدور المُركب الذي تلعبه إيران في المنطقة يتناسب مع كونها قطباً سياسياً إقليمياً طائفياً رئيسياً فيها، وهو يتطلّب منها إيجاد شبكة واسعة من المليشيات والأذرع المُتنوعة المُرتبطة بمؤسّسات مدنية طائفية واسعة.

فالوجود الإيراني إذا تغلغل في دولة ما فهو غالباً ما يأخذ الصبغة الطائفية، ومليشيات إيران العاملة في العراق وسوريا ولبنان كلها تصطبغ باللون الطائفي، ونفوذها العسكري ملموس ومحسوس على الأرض، ويكون دائماً مصحوباً بالمؤسّسات المُجتمعية الطائفية.

ولو أخذنا سوريا على سبيل المثال نجد أنّ إيران قد استغلت اندلاع الثورة

القواعد العسكرية هي بؤر استراتيجية للبلاد صاحبة العلاقة، ما يوفر لها أهدافا استراتيجية كبرى ضمن خطة استراتيجية وحماية لمصالحها وممارسة التأثير والدور المرسوم سواء أكان على نطاق عالمي أو إقليمي أو محلي.

ويعتبر وجود القواعد الأمريكية حول العالم جزءاً من خطة عالمية تسعى أمريكا من خلالها إلى التوسع والحماية والنفوذ، سواء في الشرق في أفغانستان والعراق خصوصاً وهدفها "النفوذ والردع"، أو "الاحتواء" لكل من روسيا والصين، في كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا الشرقية، أو "التوسع" في أفريقيا وآسيا الوسطى، أو احتواء خطر مبدئي وسياسي استراتيجي أو لحماية حلفائها في المنطقة.

جريدة الراية العدد  481  الأربعاء 26 من  رجب  1445 هـ الموافق 7  شباط  / فبراير  2024 م