في السابع من آب/أغسطس 2025، أعلن وزير الطاقة في كيان يهود إيلي كوهين عن توقيع ما وصفه بـ"أكبر صفقة في تاريخ إسرائيل" لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، تشمل بيع نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040، أو حتى استيفاء الكميات المنصوص عليها في العقد. وقد أوضحت شركة "نيو ميد"، الشريكة في حقل ليفياثان المحتل، أن الصفقة ستتم على مرحلتين: الأولى تبدأ عام 2026 بكمية 20 مليار متر مكعب، والثانية تشمل 110 مليار متر مكعب بعد استكمال توسيع البنية التحتية وبناء خط أنابيب جديد عبر معبر نتزانا.
هذا الإعلان لم يأتِ من فراغ، بل هو امتداد لاتفاق سابق وُقع عام 2019 بين مصر وكيان يهود، وكان يشمل توريد 60 مليار متر مكعب من الغاز، تم بالفعل توريد أكثر من ثلثها. لكن الجديد اليوم هو أن الصفقة تضاعفت، وصارت أكبر صفقات التصدير في تاريخ كيان يهود.
هذه الصفقة ليست مجرد تجارة بين دولتي
في تموز/يوليو، نشر رئيس أمريكا ترامب على منصته تروث سوشيال "لقد أبرمنا لتوّنا صفقة مع دولة باكستان، وستعمل باكستان والولايات المتحدة معاً على تطوير احتياطياتها الضخمة من النفط"، وتأتي صفقة النفط هذه ضمن اتفاق تجاري أوسع بين البلدين، حيث وافقت أمريكا على خفض الرسوم الجمركية على الواردات الباكستانية من 29% إلى 19%، بينما هدّدت بفرض رسوم عقابية على الهند ما لم توقف استيراد النفط الخام من روسيا. ومن اللافت أنه مباشرة بعد هذه الصفقة، أعلنت أكبر شركة لتكرير النفط في باكستان Cnergyico، عن خطط لاستيراد مليون برميل من النفط الخام الأمريكي، في تحوّل عن اعتمادها التقليدي على موردي النفط في الشرق الأوسط. وهذا يوضح جهود باكستان الحثيثة لاسترضاء إدارة ترامب ليس فقط في قطاع النفط، بل في قطاعات أخرى أيضاً. وقد وصفت وزارة المالية الباكستانية هذه الصفقة بأنها "بداية عهد جديد من التعاون الاقتصادي، خصوصاً في مجالات الطاقة، والمعادن، وتكنولوجيا المعلومات، والعملات الرقمية، وغيرها".
إن دولة الخلافة التي يعمل لها حزبُ التحرير منذ عقود دون كلل ولا ملل، هي الدولة الإسلامية، التي تقوم على موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، أي الدولة التي تُعلي كلمةَ الله حقيقةً وتطبق الإسلام تطبيقاً حقيقياً يُنهي نفوذ الغربِ في بلاد المسلمين، ويمنع تغلغلَ نفوذ الأعداء في الأمة مجدداً. هي الدولة التي ستجسد وحدةَ الأمة وتحسن رعايتها وتعيد لها عزتها ورفعتها، هي الدولة التي تُذل الكفرَ وأعوانه وتُعز الإسلام وأهله.
هي الدولة التي تلغي الوطنيات والقوميات وكل الحواجز التي صنعها المستعمِر بين المسلمين. هي الدولة التي ستغير وجهَ العالم إذ لن تقيم وزناً لمنظمة الأمم المتحدة، ولا لصندوق النقد الدولي، ولا لغيره من المؤسسات الاستعمارية الغربية. هي الدولة التي ستلغي الجامعة العربية، وتزيل الأنظمة العميلة في البلاد الإسلامية.
هي الدولة التي ستزيل كيان يهود وتعيد فلسطين إلى حضن الأمة. هي
أعلن سموتريتش وزير مالية كيان يهود وأد مشروع الدولة الفلسطينية بانطلاق مشروع E1 أو شرق واحد، والذي يعتبر تنفيذاً لما يسمى بالقدس الكبرى، ويعتبر قطعاً لشمال الضفة عن جنوبها، ويرسم مع الإجراءات التي يمارسها كيان يهود على الأرض لأهل الضفة المعازل التي يحاصرهم بها، وقد سبق ذلك البدء في هدم المخيمات في شمال الضفة واعتبار الأونروا منظمة غير شرعية حتى لا يبقى لقضية اللاجئين أي أثر على الأرض.
وبناء عليه قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: كل تلك الإجراءات المتعاقبة والمتصاعدة لا تدع قولاً إلا قولاً واحداً: لم يبق من اتفاق أوسلو شيء على الأرض يبقي لدعاة الدولة الفلسطينية شيئاً من شبه دولة ولو كانت بدون سيادة ولو كانت بدون سلاح!
ولم يبق من قضايا الحل النهائي (القدس والحدود واللاجئين) ما يمكن (التفاوض) عليه!
بعد السقوط المريب لمدن دارفور الكبرى وانسحاب قوات الجيش منها أمام استيلاء قوات الدعم السريع عليها، والحصار الخانق الذي تفرضه هذه القوات على آخر ولاية وهي شمال دارفور وحاضرتها الفاشر، مع عجز الجيش عن دحرها منها، ثم فجأة يأتي الحديث عن حكومة موازية بقيادتها في نيالا حاضرة جنوب دارفور التي تسيطر عليها، ومشاركة عملاء أمريكا مثل الحلو وتأييده لهذه الحكومة بل يكون نائباً فيها...
كل ذلك أثار في الأذهان ما ظل يردده حزب التحرير على الدوام أن هناك مخططاً واضحاً كامل الأركان لتسليم دارفور لقوات الدعم السريع برعاية وتغطية أمريكية تنفيذا لمخططها لتمزيق السودان بواسطة عملائها من قادة الجيش والدعم السريع كما حدث ذلك سابقاً في فصل الجنوب بواسطة عميليها البشير وجون قرنق.
ظهر مخطط حدود الدم مع تقرير عنوانه "حدود الد
السؤال: عقد الرئيسان الأمريكي ترامب والروسي بوتين اجتماعاً في ألاسكا 16/8/2025، فهل حصل بينهما اتفاق على القضايا الأساسية؟ وما تأثير هذا الاجتماع على العلاقة بين الدولتين؟ وعلى أوكرانيا؟ وتأثيره دولياً على أوروبا والصين؟
الجواب: لكي يتضح الجواب حول التساؤلات أعلاه نستعرض الأمور التالية:
1- تدرجت العلاقة بين أمريكا وروسيا خلال العقود الثلاثة الماضية من علاقة بين دولتين عظميين تتحكمان في مصير العالم قبل انهيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991، إلى انسحاب روسيا من الحلبة الدولية وانكفائها على نفسها ومراقبة أمريكا لعمق الانهيار الروسي ومحاولاتها أخذ مناطق نفوذها السوفييتية، ومن ثم إلى محاولات الرئيس الروسي بوتين إعادة روسيا دولة كبرى ذات مكانة دولية ورفض أمريكا لذلك، وفي مؤشر
إن نهضتنا نحن المسلمين لن تتحقق إلا بالدين المقنع للعقل الموافق للفطرة ألا وهو دين الإسلام، فهو يحقق النهضة للفرد والدولة والمجتمع؛ فالفرد يلتزمه عن قناعة تامة وبدافع الوازع الروحي، ولا يكفي ذلك لحصول النهضة في الدولة والمجتمع إلا أن تقوم الدولة بتطبيقه بإحسان في جميع مناحي الحياة عقيدة ونظاما لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وليعلم المسلمون أنهم لن ينهضوا باستيرادهم نظاماً من غير عقيدتهم، فقد حاول بعض الحكام أن يفرضوا على الشعوب الإسلامية نظاما من غير جنس عقيدتهم ففشلوا أيما فشل؛ فلم يستطع مصطفى كمال المجرم الخائن أن ينهض بتركيا، ولا جمال عبد الناصر أن ينهض بمصر ولا غيرهما ممن خانوا الله والأمة وإن كثر صراخهم بالنهضة وعويلهم عليها، والتي وهموا أنها تأتي باتباع الغرب وطريقة عيشه
إن الإسلام قد فرض علينا العيش بأحكامه في دولة الخلافة، وفرض علينا حين غياب الخلافة العمل لإقامتها بطريقة الرسول ﷺ، وإلا ازداد حالنا سوءاً وعاقَبنا اللّهُ في الدنيا والآخرة. إن العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة من خلال تكتل سياسي يتبع طريقة الرسول ﷺ أي بالصراع الفكري والكفاح السياسي هو العمل الواجب على المسلمين اليوم لتغيير أوضاعهم والارتقاء بأحوالهم.
وإن تصوير أن التغيير لا يمكن أن يكون إلا من خلال البرلمانات العبثية التي تشرع من دون الله في مقابل التغيير بالعنف والأعمال المادية أو العزلة هو تصوير مقصود لتوجيه اختيارات الناس حسب مقتضى الحال، وهو صرفهم عن الطريق السياسي السلمي في التغيير.
إن تغيير هذه الأوضاع على نهج الرسول ﷺ ليس
إن التاريخ الإسلامي حافل بمواقف تخلد مناصرة الشباب لقضاياه المصيرية ومساهمته في بناء الدولة، فكما أسند ﷺ للشباب مهمة قيادة الجيش وأعظم بها من مسؤولية، وإمامة الصلاة وكتابة الوحي وولاية القضاء، حري بهم أن يكونوا اليوم كما كانوا بالأمس، قال ﷺ: «أوصيكم بالشباب خيراً، فإنهم أرق أفئدة.. لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة.. فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ» رواه البخاري. وقال ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ...». إذن لا بد أن يكون الشباب رجال دولة لا مراهقين، يرفق فيه التغير الحيوي بالتغير الفكري، وباعتباره بداية المسؤولية والتكليف حيث تمتزج الطاقة الإسلامية بالطاقة الشبابية لتنتج قادة عظماء وروادا للتغيير.
لا شك أن الله عز وجل قد بين لنا طريقة العيش الصحيحة، فقال سبحانه: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، وأوجب على المسلمين التحاكم لشرعته ومنهاجه، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، وجعل سعادة المسلمين مرتبطة بمدى تمسكهم بدينهم وأنظمته وأحكامه، قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾. فَالْحَذَرَ كُلَّ الحَذَرِ من أَنْ نَعْتَرِضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ أَنْ نُعْرِضَ عَنْهُ، فالله سبحانه وتعالى يحذرّنا نفسه، بقوله: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وإن جعل العقل مشرّعاً من دون الله إعراضٌ عن
فجر الجمعة 8/8/2025 أقر المجلس الأمني الوزاري في كيان يهود خطة للسيطرة على غزة، وأفاد مكتب رئيس وزراء يهود بأن الخطة تهدف إلى:
أولا: نزع سلاح حماس، ثانيا: إعادة جميع الأسرى أحياءً وأمواتاً، ثالثاً: نزع سلاح جميع الفصائل، رابعاً: السيطرة الأمنية على قطاع غزة، خامساً: إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لحماس ولا السلطة الفلسطينية.
وفي ظل التباينات الداخلية في الكيان أثارت هذه الخطة انتقادات دولية عارمة من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وتداعى مجلس الأمن للانعقاد واستنكرتها البلاد الإسلامية والأمم المتحدة بكافة مسؤوليها، فماذا وراء هذه الخطة؟ ولماذا ثار العالم ضدها وبالذات الدول المؤثرة والفاعلة مثل فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا؟ حيث يبدو للناظر أن هؤلاء قد صحت مشاعرهم! فأقول لربما ذلك يرجع للأسباب التالية:
الأمة الإسلامية في عصورها الذهبية ملكت هذه الدنيا، وضربت أروع الأمثلة في نشر العدل والأمان والعيش الرغيد للمسلمين ولكل من عاش في كنفها، وما ذلك إلا لثباتها وتمسكها بعوامل النصر والغلبة والتمكين، من الاستقامة على أحكام الدين والحرص على الصدع بالحق دون مداهنة أو مجاملة أو محاباة.
وهي اليوم بأمس الحاجة لمواقف راسخة ثابتة قوية، ولشخصيات واعية مثابرة صادعة بالحق لا تخشى انعدام الرزق أو قطع العنق أو لومة لائم، واضحة مستقيمة قادرة على تحمُّل أعباء المرحلة الحرجة والمسؤوليات المتزايدة نتيجة الغثائية التي تمر بها، حتى أصبح بعض الرموز أو الشخصيات عالة عليها، بما لديهم من سلبية وبُعد عن ملامسة جراحها والمؤامرات التي تُحاك ضدها على مختلف الأصعدة.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني